بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحياة الزوجية عادة لا تدوم على حال واحدة بل لابد أن تتقلب وتتغير، وذلك لعوامل كثيرة وأسباب شتى ومن هذه الأسباب الطبيعة الإنسانية المتقلبة بين الفرح والغضب والإستقرار والتشتت.
لذا وجب علينا كأزواج أن نحاول أن نسير بسفينة حياتنا في بحر الحياة المتلاطم المتقلب الأجواء بشكل سليم ووجهةٍ سديدة نسلم بها ونسلم بمن فيها من الشرور والآفات.
وإن الزوجة هي من تحاول أن تكون الربان الحاذق والماهر بقيادة السفينة، وإن كانت تشترك مع الزوج في قيادة هذه السفينة لكنها ترغب أن تكون هي الكل في الكل.
لذا وجب عليها أن تبذل ولا تسأل عن ما تأخذ وأظنها كذلك، ولتصل إلى هذه الدرجة التي عنونت بها مقالي، أن تصير هذا الرجل الشهم الأسد الغضنفر خاتماً في يدها، لزم أن تمتلك بعض الأدوات التي بها تكون قد وصلت إلى هدفها المنشود وهي أدوات في يد الزوجة دائماً، ولكنها تغفل أو تنسى أن تستخدمها فـ يطير منها الزوج إلى أخرى.
سأذكر هذه الأسباب واسأل الله أن يعينني على ذلك، وهدفي من ذلك أني أحب أن تعيش الأسر المسلمة في خير ومحبة وتصافي وتوافق دائماً بعيدة عن ضدها فأبدأ وأقول:
أيتها المـــرأة:
1= تجملي لزوجك وعندما نقول تجملي أي كوني على أجمل هيئة، بمعنى كوني أكثر جمالاً منكِ عندما تريدين أن تخرجي لعملك، أو زيارة، أو زواج ضعي هذه المكاييج والمحمرات عندما يأتي زوجك وهي قاعدة عامة.
2= فإذا حضر من عمله وإذا بك عند الباب تنتظرينه قد لبست الثياب التي يريدها، وبالكيفية التي يريدها.
3= إبتسمي في وجهه لا تعبسي ثم ألصقي بخده قبلة يطير لها فؤاده، لا تجعليها عابرة مع ضمة ينسى بها هموم العمل ومشاكله.
4= دعي الأولاد يستقبلون أبوهم بثياب وأجسام نظيفة.
5= إتركيه يذهب ويغير ملابسه وأنتي إتجهي للمطبخ وبسرعة البرق أحضري الغداء.
6= دعيه يتغدى بهدوء حاولي أن تقربي له ما يحب، لا تحدثيه فيما تريدين بل حدثيه في عمله وهموم عمله، واسأليه عنه بشكل مهذب سلس بدون تكلف.
7= ثم إذا إنتهى من الأكل فخذي لقمة صغيرة وإطلبي منه أن يأكلها ورددي -عشان خاطري يا عمري ومثل هذه الكلمات- أحياناً.
8= دعيه يذهب ليرتاح في فراشه ونبهي الأولاد وهو يسمع بأن لا يزعجوه أو يقلقوا راحته.
9= اذهبي معه إلى الفراش وابدئي بغمز رجليه لمدة قصيرة ثم بسؤال رقيق هل يرغب أن تكوني معه أو أن يكون لوحده.
10= بعد الأذان أو مع الأذان وبلطف أيقظيه للصلاة وحاولي أن تضعين بعض القبلات في وجهه ولا تخرجين إلا بعد أن يقوم للصلاة.
11= دعيه يذهب يتوضأ وأحضري له ثيابه.
12= بعد عودته من الصلاة أحضري له الشاي في المكان الذي يرغب أن يكون فيه، وإن كان ممن يرغب أن يجلس على الكمبيوتر فشغليه له قبل دخوله، وإن كان الجو حر فشغلي المكيف، فإن رغب بجلوسك معه وإلا اسكبي له الشاي وإخرجي، وإذا جلستي فبتودد وقُبَلْ إطلبي ما تريدين.
13= إذا كان هذا اليوم من الأيام التي يخرج فيها إلى أصدقاءه فجهزي له ثياب غير ثياب العمل، وبلطف وتلطف إطلبي منه أن يلبسها ويدع ملابس العمل، إذا كان ليس للعمل ملابس معينه -طبيب، عسكري،.....
14= لا يأتي إلى البيت وأنتي نائمة، حاولي أن تكوني مستيقظة وإذا غلبك النوم فليكن في الصالة، فإذا حضر وإذا بك عند الباب تنتظرينه قد لبست الثياب التي يريدها وبالكيفية التي يريدها، إبتسمي في وجهه لا تعبسي ولا تعاتبينه على التأخر ثم ألصقي بخده قبلة يطير لها فؤاده، لا تجعليها عابرة مع ضمة ينسى بها أصدقاءه ويتمنى معها أنه لم يخرج من البيت ودعوة بالسلامة.
15= أما إذا كان هذا اليوم من الأيام التي لا يخرج فيها مع أي أحد فبعد المغرب إن تمكنت أن تصنع له عصير وتعطينه إياه مع بعض الحلويات التي قد صنعتيها فحسن، وإلا وهو في المكان الذي يرغب الجلوس فيه أحضري له كأس ماء مع بعض القُبُلات وهذا الوقت يستفاد منه في البرامج العامة للبيت التربوية، والترفيهية وغيرها -قراءة في كتاب، قراءة قرآن، جلسة حوار للعائلة، حل مشاكل الأولاد.. الخ.
16= بعد العِشاء أحضري العَشاء في الوقت الذي يرغبه ويحبه وليكن في المكان الذي يرغبه، دعيه يتعشا بهدوء حاولي أن تقربي له ما يحب، تحدثي معه في مواضيع عامة كأحداث عائلية، أو أحداث عالمية، أو أحداث اقتصادية.. الخ باختصار سوالف عادية بدون تكلف.
17= ذكريه بالصلاة كلما حان وقتها بلطف وبأقوال تشجيعية -قم يا حبيبي لصلاة، لا خير في شيء أشغل عن الصلاة، أصلح ما بينك وبين ربك يا عمري،........،.....، الخ- وغيرها من العبارات التي تجيدينها وتتفننين في صنعها.
18= سيسألك عندما تبدأين في تنفيذ هذا البرنامج ما الخبر؟ عسى ما شر؟ لماذا أنتي كذا؟ أكيد تبين شيء؟، والرد المُسكِت لهذه الأسئلة القاتلة والجارحة والمحبطة هو أني كنت مقصرة في حقك في الأيام الماضية وأحاول أن أُكَفِرَ عن ذلك.
19= ستتعبين في الأيام الأولى، بل قد تكون في الأسابيع الأولى من تطبيق هذا البرنامج لكن كلما تعبت تذكري السعادة التي ستجنينه، في الأخير إن برنامج البيت سيتغير بل إن زوجك سيكون خادماً لك.
20= في الأيام الأولى من تطبيق البرنامج لا تطلبين شيء، وإن إستطعت أن يمر شهر بدون أي طلبات خاصة غير طلبات البيت التموينية فهذا أفضل.
21= بعد شهر من بداية تطبيق هذا البرنامج ستلاحظين وبشكل ملفت كيف تغير زوجك، بل سيكون أقرب من ربه بل سيتغير البيت ويكون أكثر سكوناً، بل إنه سيكون -أي الزوج- أكثر إستقراراً في البيت، وبل قد تمنين أحيانا أن يعود لرفاقه وأصحابه.
هذه أفكار أحببت أن أضعها بين يديك أختي المسلمة لعلك تستفيدين منها وتكون عوناً لك في حياتك، ودمتِ في صحة وعافية.
الكاتب: عبد الكريم بن محمد الهويمل.