بسم الله الرحمن الرحيم
لقد كانت حياة أماني كلها قرآن في قرآن إلى قرآن،،
كانت مديرة دار تحفيظ القرآن الكريم،
حولت جميع جلساتهم الاجتماعية سواء في اﻷسرة أو العمل أو الالتقاءات أيا كان نوعها وقفة مع آية أو درس قرآني،، أو معجزة قرآنية،،
في شهر شعبان الماضي،، أصيبت بجلطة،،
وأدخلت على أثرها المستشفى،،
تحكي صاحبتها أنها وقت تكون محررة من اﻷجهزة والمغذيات،،
تمر على الغرف واحدة واحدة،، تدعو إلى درس قرآني في غرفتها،،
وإن كانت معلقة باﻷجهزة تستخدم الهاتف الداخلي للغرف وتدعو من في الغرف لحضور درسها القرآني،،
أماني كانت حافظة للقرآن الكريم،،
كلمتها صاحبتها للاطمئنان عليها،،
فطلبت منها أماني طلبا،،
قالت أرغب بأن تراجعي لي القرآن،،
خشية أن تموت على أثر مرضها وهي غير متمكنة منه،،
قالت صاحبتها،، أبشري ولا يهمك،، راح أتصل فيك يوميا وأسمع لك،،
قالت أماني: ﻻ ﻻ ﻻ أرغب بحضورك عندي بالمستشفى وتراجعي لي عن قرب لأستشعر الحلقة وأعيش أجوائها،،
وافقت صاحبتها على طلبها،، وكانت تأتي لزيارتها من العصر إلى العشاء،، وتراجع معها القرآن،،
دخل رمضان عليها،،
أمرها اﻷطباء باﻹفطار
قالت،، لا والله ما أفطر نهار رمضان،،
قالوا اﻷطباء ستهلكين!!
قالت لا والله،، لا أستطيع اﻹفطار في نهار رمضان،،
ثاني يوم رمضان،، وافتها المنية،،
ووقت احتضارها.. كانت صاحبتها بالجوار،،
تقول صاحبة أماني،،
بدأت تحتضر أماني ولسانها يلهج بآية،،
(إن الذين آمنوا أشد حبا لله)
تقول بدأ صوتها يعلو ويعلو وهي تردد هذه اﻵية،،
وصلت إلى أعلى حد من الصوت وهي تردد هذه اﻵية
(إن الذين آمنوا أشد حبا لله)
(إن الذين آمنوا أشد حبا لله)
(إن الذين آمنوا أشد حبا لله)
ثم بدأ ينخفض صوتها،، رويدا رويدا،، وهي ما زالت تردد هذه اﻵية،،
حتى فارقت الحياة،،
فارقت الحياة والمصحف بين يديها،،
لا إله إلا الله،،
أي موتة هذه،، وأي خاتمة هذه،،
نقلت أماني إلى مغسلة اﻷموات،،
حاولت المغسلة أن تفك المصحف من بين يديها لم تستطع،،
اتصلت على الشيخ خالد الشهري لمن يعرفه،،
قال الشيخ مستحيل مستحيل،،
لن أصدق حتى أراها،،
قالوا له تعال وانظر،،
وحجبوا أماني ودخل الشيخ،،
حجبوا أماني وروحها قد حلقت إلى بارئها،،
كانت محافظة على حجابها حية،، فحجبها الله ميتة،،
ما أن رآها الشيخ،، حتى برك على ركبتيه باكيا،،
وقال واآاآاآاآالله إنها لهذه هي الخاتمة الحسنة،،
أغسلوها وكفنوها وأدفنوها بمصحفها،،
وفعلا غسلوها وكفنوها ودفنوها بمصحفها،،
هذه هي أماني في حياتها،،
وهذه هي خاتمتها،،
نحسبها من الصالحين،، والله حسيبها،،
فماذا فعلت أنت أيتها اﻷخت الفاضلة مع القرآن؟!!!!